عرف نشاط التعليم بالمؤسسات العقابية انتشارا واسعا في أوساط المحبوسين، حيث قفز عدد المسجلين في التعليم العام من (2255) محبوس منذ الموسم الدراسي 2003/2002 في مختلف الأطوار، إلى (42433) للموسم الدراسي 2017/2016.
و لعلى من أهم الأدوات التنظيمية التي ساعدت على رفع من عدد المسجلين و الناجحين في مختلف الامتحانات، هي إبرام المديريـة العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، عدة اتفاقيات مع مختلف القطاعات، مثل الاتفاقية المبرمة مع الجمعية الجزائرية لمحو الأمية اقرأ، المؤرخة في 2001/02/19، التي أدت إلى فتح أقسام لمحو الأمية بالمؤسسات العقابية، تحت إشراف معلمين يتم تعيينهم من طرف الجمعية، هذا إضافة إلى الاتفاقية المبرمة مع الديوان الوطني لمحو الأمية و تعليم الكبار المؤرخة في 2007/07/29، التي دعمت و وسعت من فروع محو الأمية في المؤسسات العقابية.
ففي مجال التعليم العام و الخاص لمرحلتي المتوسط و الثانوي، تم إبرام اتفاقية مع الديوان الوطني للتعليم والتكوين عن بعد بتاريخ 2007/07/29، لأجل تمكين المحبوسين من مواصلة دراستهـم عن بعد فـي مختلف الأطـوار و ذلك تجسيـدا للاتفاقيـة الإطار المبرمـة مـع وزارة التربيـة الوطنيـة فـي 2006/12/24 و التي تهدف إلى توفير البرامج، الكتب و الدروس للمحبوسين.
بينما في مجال تنظيم الامتحانات الرسمية، تم الشروع منذ السنوات الأخيرة إلى اعتماد المؤسسات العقابية كمراكز رسمية لاجتياز الامتحانات ( شهادتي التعليم المتوسط و البكالوريا )، حيث بلغ عددها (42) مركزا و هذا إلى غاية 2017 في حين كان العدد لا يفوق (5) مؤسسات سنة 2003.
أما بالنسبة لامتحان إثبات المستوى، فيتم إجرائه بجل المؤسسات العقابية، تحت إشراف الديوان الوطني للتعليم والتكوين عن بعد. هذا و يتم تأطير المحبوسين من طرف أساتذة معينين من طرف المديرية العامة إدارة السجون و إعادة الإدماج و المنتدبين من وزارة التربية الوطنية، المعينين في إطار عقود ما قبل التشغيل بالإضافة إلى الأساتذة المعينين في إطار التعاون مع المجتمع المدني.
يجدر الذكر، على أن المديرية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، تتكفل بدفع مستحقات الأساتذة الذين يتم انتدابهم من وزارة التربية، لتقديم دروس الدعم لفائدة المحبوسين و هذا وفقا للمرسوم 84-296 المؤرخ في13 أكتوبر 1984 المتعلق بمهام التدريس و التكوين باعتبارهما عملا ثانويا والذي عدل بموجب المرسومين رقم 88-172 المؤرخ في 20 سبتمبر 1988 و المرسوم التنفيذي رقم 98-46 المؤرخ في 08 فبراير 1998 بالإضافة إلى كل نفقات التمدرس ( التعليم العالي التعليم عن طريق المراسلة، التسجيل في امتحاني البكالوريا والتعليم المتوسط )، و كذا شراء الكتب و اقتناء اللوازم المدرسية.
كما تقوم بمنح المحبوسين الدارسين، تحفيزات لتشجيعهم على مواصلة الدراسة و بالأخص المحبوسين الناجحين في مختلف الامتحانات كتمكينهم من المحادثة دون فاصل لكل الناجحين والراسبين، الاتصال هاتفيا للذين لم تتم زيارتهم من طرف عائلتهم، الاستفادة من إجازة الخروج بالإضافة إلى تنظيم حفلات تكريمية على شرف المحبوسين الناجحين بحضور عائلاتهم.
أما بالنسبة للمحبوسين المزاولين للتعليم العالي، فقد تم إبرام اتفاقية مع جامعة التكوين المتواصل في 2001/01/08 و تجدد سنويا، تتضمن تكوين المحبوسين الحاصلين على شهادة البكالوريا في تخصصي قانون الأعمال و قانون العلاقات الاقتصادية الدولية تحت إشراف أساتذة من الجامعة.