تولى المديرية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين، عناية خاصة بكل مامن شأنه أن يطور المرافق ويساعد على أنسنة ظروف المعيشة داخل السجون حيث وضعت أسس قانونية وآليات جسدتها عبر برامجها الإصلاحية والتأهيلية المخصصة لكل فئات المحبوسين وفي هذا الإطار خصصت المديرية العامة اهتمامها لفئة متواجدة بالسجون فرغم أنها تشكل أقلية بالسجون الجزائرية، إلا أنها مهمة بحيث ألزمتها الظروف كي تكون داخل أسوار السجون وهي فئة الأطفال المرافقين لأمهاتهن والتي لا يزيد عددها عن (50) طفلا على المستوى الوطني.
حيث شرعت الإدارة المركزية في تهيئة وفتح هذه المرافق بالأجنحة المخصصة لفئة النساء ببعض المؤسسات العقابية لاسيما الحديثة منها، مراعاة التقسيم الجغرافي للمؤسسات العقابية الوطنية وكذا مناطق تمركز هذه الفئة بها، خصصت للمحبوسات المرافقات أو المصحوبات بأطفالهن من عمر الرضع إلى غاية 03 سنوات، نذكر على سبيل الحصر مؤسسة إعادة التربية والتأهيل القليعة -البويرة، ومؤسستي إعادة التربية باتنة و المحمدية في انتظار فتح المزيد لتعميم العملية على المؤسسات الأكثر استقبالا لهذه الفئة، حيث استحسنت المنظمة الدولي للإصلاح الجنائي International-Pénal Reforme -P R I الإجراء واعتبرته قفزة نوعية في اصلاح المنظومة العقابية الجزائرية مقارنا بالدول الإفريقية والعربية.
هذا الإجراء هدفه توفير الراحة والأمان والطمأنينة في نفسية الأم والطفل معا لينشئ في بيئة صحية بعيدة عن أجواء السجن ويساعد الأم في أن تحتضن طفلها في ظروف ملائمة رغم سلب حريتها أي العقوبة المسلطة عليها جراء ارتكابها لجرائم.

الروضة هي عبارة عن قاعة تم تخصيصها للأمهات الحاضنات بعيد عن حركة الاحتباس، مزودة بالأثاث والأجهزة اللازمة ووسائل الترفيه ومن شاشات التلفاز وألعاب، مزينة ببعض الرسومات المحببة عند الأطفال بالإضافة إلى الوسائل التعليمية المناسبة لأعمارهم، كما جرى تسخير موظفات من داخل الجناح المخصص للنساء متفرغات للاعتناء بالأطفال خلال أوقات فتح الاحتباس، وفي هذا الإطار تتكفل إدارة المؤسسة العقابية المتواجد بها الروضة بكافة الإجراءات التي تساهم في رعاية وتنمية الطفل الشاملة من الرعاية الصحية من خلال حرصها على تتبع حالته الصحية بانتظام (تطعيم، توفير الفحوصات الطبية الدورية والتوجيه لطب الأطفال في بعض الحالات) توفير الأغذية المناسبة لكل عمر إضافة لبعض المستلزمات الخاصة: الحفاظات حليب الرضع ..الخ، كما تقوم إدارة المؤسسة بإحياء حفلات دينية و الوطنية ،المساهمة في ختان بعض أطفال، لتوفير جو ومحيط يكون الأقرب لما تعرفه باقي الأمهات والأطفال في الحياة وسط المجتمع، بهدف خلق جو عائلي ملائم يسمح للطفل باكتساب بعض المفاهيم التي قد تكون غائبة لديه بحكم تواجده بعيدا عن الحياة الحقيقية و تنميته من جهة أخرى، كما يساهم المجتمع المدني مثل الجمعيات في مساعدة هذه الفئة من خلال قيامها بزيارات و تقديم بعض الهبات الخيرية لمساعدة بعض النساء المعوزات وكذلك لإدخال البهجة في نفوس الأطفال من خلال مشاركتها في إحياء الحفلات.
إن المشرع الجزائري نص على بعض التدابير في هذا المجال من خلال قانون تنظيم السجون وإعادة الإدماج في مادته 50 51و 52 باعتبار أن المرأة فئة خاصة لها خصوصيتها، حيث سمح ببقاء المولود مع أمه في حال تعذر إيجاد كفيل له أو أية جهة عمومية لتربيته ورعايته أن تبقيه معها لغاية بلوغه 03 سنوات، بعد انقضاء المدة القانونية و مراعاة لمصلحته يؤمر بتسليمه من طرف قاضي الأحداث لممثله الشرعي وإذا تعذر في يوضع بدار الطفولة المسعفة، تواصل المؤسسة المساعي لكي لا تفقد الرابطة الأمومة من خلا تفعيل دور المساعدة الاجتماعية لتكون همزة وصل بين الطفل والأم لجلب الطفل لزيارة الأم بصفة دورية.
جملة من التدابير التنفيذية اتخذت، و تمثلت في: