الرعاية النفسية و المساعدة الاجتماعية للمحبوسين:
الرعاية النفسية:
الممارسة العيادية في المؤسسة العقابية عبر الأخصائيين النفسانيين العياديين، مع أخذها بالبعد الإجرامي كإشكالية أساسية في تحقق الموازنة الأمنية في الوسط العقابي و المجتمع ككل، تتبنى استراتيجية وقائية و علاجية و إصلاحية، تصب كلها في منحى إعادة إدماج المحبوس.
فهي تسعى لأجل ذلك، إلى إيجاد الحل الوسط للمواقف المهنية المختلفة، حول تسيير حالة المحبوس ( مريض، مجرم ) و التفاوض المستمر لتوفير محيط علاجي إصلاحي يجعل المحبوس يشعر من أنه ليس موضوع حراسة، بل هو موضوع للفهم و المساعدة.
كما تعمل على تغطية الطلبات المفصح عنها و الكامنة للمحبوسين بجميع فئتهم العمرية (أطفال، مراهقين، راشدين، و مسنين ) من خلال توظيف كل المعارف النفسية من تقنيات و وسائل فحص و علاج هي مصادق عليها من طرف الاتحاد الدولي لعلم النفس العلمي.
و مزيدا من التوضيحات حول أدوار الرعاية النفسية للمحبوس، لأن يتجاوز حالة الضغط و الإحباط و المعاناة و يستثمر في الجانب الإيجابي لبنيته النفسية، جاءت كالتالي:
الدور الوقائي:
جد هام و يمس كل فئات المجتمع العقابي طيلة مراحل السجن و يتمثل في:
- الوقاية من الصدمة النفسية.
- الوقاية من الآثار السلبية للبيئة العمرانية للمؤسسة العقابية.
- ضيق المجال المكاني و اختلال في مفهوم الزمان.
- انغلاق حسي يؤثر على كل وظائف الحواس.
- الوقاية من الهوية السلبية و التكيف السلبي (الانحلال في الثقافة التحتية للمحبوس)
- الوقاية من صدمة الخروج.
- برنامج تحسيسي حول المشاكل العلائقية بين المحبوس و عائلته.
الدور الإرشادي و المسايرة النفسية:
المحبوس بحكم معاناته المستمرة و مواجهته لعدة وضعيات ضاغطة و مواقف صراعية، فهو يحتاج إلى هذا التدخل النفسي طيلة مدة عقوبته، بغرض إرشاده للوصول إلى أنسب القرارات في الحاضر و المستقبل.
الدور العلاجي:
العلاج النفسي لا يستعمل لكل فئات المحبوسين بل يطبق على الفئات التي تعاني من مرض نفسي وقبل تطبيقه يجب اتباع الخطوات التالية:
- تحديد الحالات المستهدفة من خلال تقييم مستمر، فقد لا تظهر الأعراض المرضية في اللقاء الأول.
- فهم محتوى الطلب المقدم (الشكوى) وتحديد أي نوع من المساعدة يحتاجها المحبوس.
- تقييم العلاج كمرحلة أساسية لمدى فعاليته في تطور الحالة نحو الأفضل.
- تحديد آثار العلاج على المدى القصير و على المدى البعيد.
الدور الاصلاحي ( البعد الإجرامي ):
السلوك الإجرامي ليس بالضرورة سلوكا ينتمي إلى سجل العصاب أو الذهان وإن اتفقا في الأسس الدينامية للتركيب النفسي المختل لكل منهما و من خصائص هذا السلوك ما يلي:
- سلوك الجانح تعبير فعلي في البيئة عن الصراع النفسي والدوافع المكبوتة تجعل من المجرم أشد خطورة من المريض النفسي.
- لا توجد شخصية إجرامية بالتأكيد ولا يمكن أن تكون خاصية ثابتة للشخص ذاته، توجد سمات و عوامل الشخصية الإجرامية ومنه فإن الانحراف هو مناسبة لدراسة الشخصية.
- يعتمد الأخصائي النفساني في دراسته على نفس خطوات دراسة الحالة للمنهج العيادي، تاريـخ الإجـرام، تشخيـص طبيعـة المجـرم، مـدى خطورتـه و تقييم مدى قابليته للتغيير و الإدماج.
الرعاية الاجتماعية:
الرعاية الاجتماعية من خلال المساعدين الاجتماعيين تشكل محور النشاطات التأهيلية و الإنسانية في المؤسسات العقابية، إذ تلعب دورا فعال في حل أو الحد من المشكال التي يعاني منها المحبوسين في مختلف المجالات ( عائلية، اجتماعية، إدارية، قانونية، طبية و مادية ) سواء كانت داخل المؤسسة العقابية أو خارجها، كل بقصد مساعدتهم على التكيف مع بيئتهم الاجتماعية و كسبهم القدرة على التواصل السليم و الآمن مع أسرهم والمجتمع بعد الإفراج.
و من خلال ما تقدم ذكره، فإن أوجه التكفل بالمحبوسين و الوصل ما بينهم و ذويهم، تتأتى بعمل المساعدين الاجتماعيين على:
- مقابلة المحبوسين بناءا على طلبهم أو بتوجيه من طرف مصالح المؤسسة العقابية للتكفل بانشغالاتهم الاجتماعية.
- إعداد تقارير حول الحالة الاجتماعية للمحبوسين طالبي الاستفادة من أنظمة إعادة الإدماج،
- حضور اجتماعات لجنة تطبيق العقوبات ولجنة التكفل بالمحبوسين المدمنين،
- المشاركة في البرامج العلاجية المتخصصة للتكفل بالمحبوسين العنيفين، الانتكاسيين، المدمنين، النساء و الأحداث،
- القيام بمختلف المساعي للتكفل الاجتماعي بالمحبوسين (مراسلة والتنقل إلى مختلف الهيئات الإدارية لطلب الإعانات، أو لتشكيل ملفات للمحبوسين، مديرية النشاط الاجتماعي......)،
- مساعدة المحبوسين في القيام بالإجراءات الإدارية لتكوين ملفات إدارية،
- التدخل لحل المشاكل العائلية للمحبوسين،
- مقابلة أهالي المحبوسين أو الاتصال بهم هاتفيا كلما دعت الضرورة إلى ذلك،
- الاتصال بعد إعلام مدير المؤسسة بذوي المحبوسين الذين يعانون من انقطاع أو انعدام زيارة ذويهم مع فتح سجل لمتابعة هذه الاتصالات.